معلومات عنا

خلفية تاريخية

نشأت منظمة "إسفير إنترناشونال’’ SPHER International لحقوق الإنسان والبيئة نتيجة تحليلات حوارية، دارت بين مجموعة من المثقفين العرب، على أحد برامج التواصل الإجتماعي عام 2013، ضم الحوار حقوقيين ومحاميين، وأطباء وعلماء وكتاب وأدباء، حول القضايا الحرجة التي إجتاحت العالم في بداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، بين عامي 2011 و2013-واستمرت حتى 2014- والتي تسببت بالموت والدمار والتشرد للآلاف حول العالم، وأدت إلى إنتهاك حقوقهم الإنسانية والأدبية. وتطور هذا الحوار لاحقا ليصل إلى نقطة تقاطع بها كل من حقوق الإنسان وحقوق البيئة، وأثر الاضطرابات السياسية والنزاعات المسلحة عليهما، فأصبح هذا التقاطع حيويا في سيناريوهين أساسين هما:
1- سيناريو التغيرات البيئة: تؤدي التغيرات البيئية المفاجئة والتراجع البيئي degradation إلى ظروف معيشية غير صحية، أو إلى قلة الموارد، الذي يؤدي إلى أو يتزامن مع عدم استقرار سياسي، وتكون نتيجته انتهاكات لحقوق الإنسان. كما هو حال دول جزر المحيط الهادي، كدولة توفالو Tuvalu مثلا، المهددة بإستمرار من ارتفاع مستوى البحر، وإختفاء اليابس فيها، وذلك بسبب منسوبها القاري الذي لا يتجاوز 15 قدما فوق سطح البحر، مما أدى لهجرة معظم سكانها لنيوزيلندا. وهذا لا يختلف عن حالة التصحر في عدد من الدول الأفريقية، الذي أدى إلى إنشاء إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، التي تقوم على مبادئ الشراكة، والحكم الرشيد والتنمية المستدامة.
2- سيناريو الإضطرابات والنزاعات: في حالة الإضطرابات السياسية، التي ينتج عنها عدم الإستقرار السياسي، قد يصل لنزاع مسلح، وتعد كل من سوريا وليبيا واليمن منذ 2011 حتى الآن، نموذجا حيا لإنتهاكات حقوق الإنسان والبيئة بسبب عدم الإستقرار السياسي. وقد يشمل النزاع المسلح أحيانا استخدام أسلحة تضر بالإنسان وبيئته، ويؤدي لانتهاكات لحقوقهما معا، بإستخدام الأسلحة الكيماوية (العراق وسوريا)، أو النووية (الحرب العالمية الثانية)، أو إساءة استخدام أو الإضرار بالموارد، مثل حرق آبار البترول أثناء النزاعات العسكرية (الإجتياح العراقي للكويت).
والخلاصة التي توصل إليها المتحادثون أن مسألتي حقوق الإنسان وحقوق البيئة من المسائل الطاغية في المجتمعات العربية، فالمجتمعات العربية من أكثر المجتمعات عرضة للمخاطر البيئية وعدم الإستقرار السياسي، وعليه كان ضروريا إقتراح إنشاء منظمة لحقوق الإنسان والبيئة، متنوعة الثقافات نسبيا، ومتنوعة الجنسيات طبيعيا، ومتعددة التخصصات تلقائيا، وصار ملحا محاولة الوصول والترويج لأساسيات حقوق الإنسان والبيئة في المناطق التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي.
يعتقد مؤسسوا إٍسفير إنترناشونال أن الإنسان يغير وجة الأرض بأشكال عدة، لكن ليس جميعها تغيير للأفضل، فعبث الإنسان أحيانا يؤدي إلى نضوب الموارد الطبيعية، كما يدركون أنه في أحيان أخرى أن وجه الأرض يتغير لأسباب بيئية نتيجة التغيرات المناخية، كالجفاف وإرتفاع مستوى سطح البحر.
لكن التغير نتيجة النزاعات المسلحة فجائيا وأكثر فتكا، وأشد وطئة على الإنسان والحيوان والنبات الذين يعيشون في ذلك المحيط، فنظام حيوي كامل يمكن أن يهدد، ومجموعة سكانية كاملة يمكن أن تتشتت وتتعرض لظروف حياتيه غير صحية، ونقص في الموارد، في وقت قياسي، إذا إستثنينا الموت الذي هو جوهري في حالات الحرب. وعليه فإن إسفير إنترناشونال تحاول أن ترفع مستوى الوعي بأهمية حماية البيئة وحقوق الإنسان بين مختلف الشعوب وعلى كل المستويات، وبين كل الطبقات الإجتماعية والفئات العمرية